آراء ومقالات المزيد

حدث | مهلهل الخالد.. «الذهبة»! - بقلم : يوسف عبدالرحمن

21/01/2019 01:53 ص
حدث | مهلهل الخالد.. «الذهبة»! - بقلم : يوسف عبدالرحمن
**

y.abdul@alanba.com.kw

رحل عنا قلب أبيض!

رجل بكل ما في هذه الكلمة من معنى!

كما نقول باللهجة الكويتية: «ذهبة»!

طيب، باسم، فازع للخير، ماله عداوات، ما يحب القيل والقال، لم يزعل إنسانا في حياته، هكذا يصفه الفريق م. عبدالله الفارس والعميد نبيل الحسينان والعميد عبدالعزيز الراشد والأستاذ المربي محمد عبدالرحمن الفارس.

أثناء الاحتلال العراقي في 2 أغسطس 1990 برزت بطولته الوظيفية وحافظ على كل آليات المطافي ونقل المعلومات عن تحركات (المحتلين) عن طريق حمد البدر، فكان وطنيا حتى النخاع، مخاطرا بحياته بلا خوف، واضعا مصلحة الكويت فوق أي اعتبار!

أرثي اليوم رجلاً ولا كل الرجال وليس من مدعي البطولة وإنما صانعها وقائدها، إنه المغفور له بإذن الله ابن الديرة البار الوفي العقيد مهلهل فهد الحمد الخالد ـ ابو عبدالله ـ طيب الله ثراه ومثواه.

توفي بمرض القلب في بريطانيا يوم الخميس 11 جمادى الأولى 1440هـ الموافق 17 يناير 2019 ودفن في مقبرة الصليبخات يوم الأحد 14 من جمادى الأولى 1440هـ الموافق 20 يناير 2019م عن 71 عاما، وقد جاء جمع غفير له لحمل جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير، داعين له بالقبول والمغفرة إن شاء الله.

اتضح لي صبره في حياته عندما توفي نجله (عبدالله)، رحمه الله، في حادث سيارة، فكان صابرا محتسبا، وكأنه قائل هذا البيت:

فكل مصيبة عظُمت وجلَّت

تخف إذا رجوت لها ثوابا

قال سفيان الثوري رضي الله عنه: إنما الأجر على قدر الصبر.

كان شعاره العملي الذي طبقه طيلة حياته السبعينية: إن التسامح قوة والانتقام ضعف!

رسالة أوصلها بهدوء إلى من حوله وتأثروا بها: تدنو من العظمة والرفعة ومحبة الناس بقدر ما تدنو من التواضع والعفو والتسامح!

كان والله العظيم يطبق الآية الكريمة: (واخفض جناحك للمؤمنين: الحجر 88)

عاملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله».

يا الله.. انظر الى ما كتبه الشاعر المتنبي:

إن كنت تكبُر أن تختال في بشَرٍ

فإن قدْرك في الأقدار يَختالُ

قال تعالى: (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا..: آل عمران 145).

هذا التقديم قليل في حق من رحل عنا مهلهل فهد الحمد الخالد - رحمه الله.

٭ ومضة: رحم الله أبا عبدالله ـ ولد چبله والقادسية والنزهة، ورحم الله والده العم فهد الحمد الخالد ووالدته نورة محمد إبراهيم الكليب، وأطال في أعمار إخوانه: حمد، جاسم، عبدالإله، فرحان، غنيمة، فوزية، إقبال، خالدة، ورحم الله أخويه عبدالوهاب وبدر، والدعاء موصول لزوجته وبناته وكل أحبابه وذويه.

ولا يموت ميت إن كان

في ذكراه ما يبقى ويخلد

٭ آخر الكلام: رحل وترجل (فارس الفزعة) المبادر ـ الحنون ـ الواصل للرحم، الجابر للكسر، صاحب أنقى ابتسامة رغم عسكريته!

في حياته المهنية لم يخف الموت، وعمل جاهدا للآخرة، ليحصد إن شاء الله نتائج عمله في آخرته.

٭ زبدة الحچي: يقول اللواء المتقاعد عبدالله عبدالرحمن الفارس عندما اتصلت به للتعزية والسؤال، قال لي أبوعبدالرحمن: من عجيب أخلاقه ان جاره الأخ إبراهيم المطوع قال لعبدالله الفارس: تصور قبل سفره وفي عز مرضه زارني في منزلي للسلام مودعا!

مشينا في جنازته الطاهرة في مقبرة الصليبخات ودعونا له بالرحمة والمغفرة وأن يجبر الله عز وجل عزاء الخالد والعريفان وكل أهله وذويه ومعارفه.

إني داع له فأمنوا.. يا رب..

اللهم يا حنّان يا منّان يا واسع الغفران، اغفر له وارحمه، عافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقّه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.

اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، ومنزلته الفردوس الأعلى من الجنة، آنسه في وحدته وآنسه في وحشته وآنسه في غربته، أنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، اللهم لا تحرمنا ونحن ندعو لعبدك مهلهل الخالد ولا تخيبنا ونحن نرجوك يا كاشف الغم ويا مجيب الدعوات يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة، ارحمه برحمة تغنيه عن رحمة من سواك يا أكرم الأكرمين.

إنني أتوجه لقرائي في مشارق الأرض ومغاربها بالدعاء لهذا الفقيد العزيز، نسألكم الدعاء له بالرحمة والمغفرة فإنه كان إنسانا «ذهبة» متسامحا، باسما، لا مثيل له، والله وحده يصبر أهله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.. وتسقط دمعات!

وجبر الله عزاء الخالد والعريفان والكليب والفارس وكل من له علاقة به.. آمين.

في أمان الله.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد