آراء ومقالات المزيد

حدث | هل الطلاق أزمة حقيقية؟! - بقلم : د. عصام عبداللطيف الفليج

17/07/2018 12:42 ص
حدث | هل الطلاق أزمة حقيقية؟! - بقلم : د. عصام عبداللطيف الفليج
**

تنتشر بين الفينة والأخرى أخبار مزعجة عن حجم الطلاق في بعض دول العالم الإسلامي، وأن 33% من الزواجات تنتهي بالطلاق، يعني أن ثلث النساء مطلقات، أو تعرضن للطلاق، وثلثيهن متزوجات، وهذا رقم ضخم جدا، الذي لو كان حقيقة وواقعا لرأينا آلاف الأسر منفصلة ومشتتة، وعشرات الآلاف من القضايا في محكمة الأحوال الشخصية.

علينا بداية أن نعرف.. هل هناك زواج واحد، أو عدة أنواع من الزواج؟ والذي على ضوئه سنعرف لم ارتفعت هذه الأرقام.

هناك عدة أنواع من الزواج، بعضها شرعي، وبعضها غير شرعي، وبعضها فيها قولان، ولست هنا في مجال الفقه والحرام والحلال، بقدر ما هو تعريف بأنواع الزواجات، وأثرها على ارتفاع نسبة الطلاق المعلنة، وما أعنيه هو خلاف الزواج المتداول والمتعارف في المجتمعات المستقرة.

وقد تختلف هذه الزواجات في مسمياتها، وتكتمل فيها أركان الزواج الشرعي، ويشترك في ذلك الرجل والمرأة، إلا أن استخداماتها غير مستقرة، فتسبب ذلك في كثرة مصطلح «الطلاق».

ومن أبرز أنواع ومسميات الزواجات المتداولة: الزواج العرفي، وزواج المتعة، وزواج المحلل، وزواج المسيار، والزواج بنية الطلاق، وزواج الأصدقاء (الذين لا يمتلكون مالا)، وزواج الطلبة (للدارسين في الخارج)، وزواج المبتعثين (للعمل في الخارج)، وزواج المحرم (للحج)، وزواج العلاج (حتى لا تنكشف عورة المريض أمام المعالج أو المعالجة فترة طويلة)، وزواج القرض (للحصول على قرض الزواج والبيت وغير ذلك)، وزواج الخدم، والزواج السري.. وغيرها من المسميات القديمة والمستحدثة، منها ما هو مكتمل الأركان، ومنها غير مكتمل فيدخل في الحرام.

والعديد من هذه الزواجات يتم توثيقها لدى وزارة العدل، وباستعراض لهذه المسميات، نجد أن معظمها زواج مؤقت لزمن قد يطول أو يقصر دون تحديد الزمن كما في زمن المتعة، لمصلحة أو غرض ما، وبعضها يكتب الله لهما الاستمرار في حياة مستقرة، وبعضها الأغلب إذا انقضى الغرض انتهى الزواج بالطلاق، وهذه الطلاقات لهذه الزواجات المصلحية هي التي ترفع نسبة الطلاق في المجتمعات المستقرة بهذه النسبة المخيفة، وبالتالي لا أعتبر الطلاق أزمة حقيقية.

ولا يخفى على أحد أن الطلاق هو أحد المخارج الشرعية والاجتماعية والقانونية للمشاكل الأسرية المستعصية فهو (تسريح بإحسان)، ووجود من يسيء استخدامه لا يعني أن كل الطلاقات سلبية، أو أن المطلق أو المطلقة سيئان، فكم كتب الله بعد الانفصال حياة جديدة للطرفين (وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته).

ولا أنكر وجود طلاقات غريبة من الأجيال الحالية، وهذه يجب أن تحصر ولا يتم الاعتداد بها في تقييم أسباب وأرقام الطلاق، ويتم النصح والتوعية بها.

وعلى من يتناول هذا الموضوع في وسائل الإعلام أن يأخذ الموضوع بموضوعية، ودراسات علمية، كما يفعل د.حمود القشعان حفظه الله، فهي ليست مجال تندر أو اجتهادات دون علم شرعي واجتماعي وتربوي.

أسأل الله عز وجل أن يحفظ عيالنا جميعا من الزلل، ويجعل بيوتهم مستقرة، هادئة هانئة، وينزل على قلوبهم المحبة والمودة، ويرزقهم الذرية الصالحة.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد